هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

نزار قباني_حياته_سيرته

اذهب الى الأسفل

نزار قباني_حياته_سيرته Empty نزار قباني_حياته_سيرته

مُساهمة من طرف رومانسي بغداد الخميس يناير 01, 2009 8:07 pm

شاعر أشغل الدنيا بشعره المميز , شعر عابق بالنساء و نكهة الغزل الذي تفرد فيه
شاعر أطلق الحب من غياهب الكتمان إلى فضاء النور

قال عنه أدونيس : " ابتكر نزار تقنية لغوية و كتابة خاصة , تحتضن مفردات الحياة اليومية بتنوعها و نضارتها و تشيع فيها النسيم الشعري صانعاً منها قاموساً يتصالح فيه الفصيح و الدارج , القديم و الحديث , الشفوي و الكتابي "
إنه قمر الشام و حامل عبق ياسمينها


نزار قباني


ولد طفل مدلل اسمه نزار قباني في عائلة دمشقية عريقة و في بيت دمشقي اصيل
يتسلق الياسمين جدرانه و يزين جنبات الدار الجوري الدمشقي و شجر الليمون
و نافورة تتربع وسط الدار
بيت يحمل ملامح الجمال التي انعكست على شعر نزار و على تعامله مع الألوان
فقد بدأ حياته قبل أن يكون شاعراً بالفن , فقد كان مولعاً بالألوان لكنه أدرك أنه لن يكون رساماً عبقرياً
فانصرف إلى الموسيقى و التلحين فطلب عوداً و مدرساً يعلمه أصول العزف على العود و الموسيقى
لكنه أيضاً لم يستسغ طريقة تعليم النوتة لأن النوتة الموسيقى حسب زعمه كالرياضيات و هو لا يحب الرياضيات فانصرف عنها



في عام 1939 عندما كان عمره 16 عاماً سافر في رحلة بحرية إلى روما مع المدرسة و خلال وقوفه على سطح السفينة مع زملائه يستمتعون بمنظر الأمواج و الدلافين التي تتقافز حول الباخرة قفز إلى ذهنه أول بيت شعري فذهب من فوره لكتابته كي لا ينساه و كان ذلك في 15 آب 1939

هنا شعر نزار أنه سيبدع في مجال الشعر و ليس كسابق هوايتيه/ الرسم و الموسيقى/
فلم يكمل العشرين إلا و أصدر ديوان بعنوان ( قالت لي السمراء ) و هو طالب في كلية الحقوق بجامعة دمشق
كان نزار يعلم أن التميز لن يكون إلا بالاختلاف و كانت موهبة الشعر من المواهب
التي لا يتقنها الكثيرين لذا قرر أن يتفرغ لهذه الموهبة و يعطيها ذاته

تخرج نزار قباني من كلية الحقوق عام 1945 و في جعبته مع شهادة الحقوق التي حصل عليها ديوان شعري جديد بعنوان ( طفولة نهد )




عمل نزار في السلك الدبلوماسي حيث التحق بوزارة الخارجية السورية ف نفس سنة تخرجه 1949 و في نفس العام انتقل إلى القاهرة موظفاً دبلوماسياً في السفارة السورية , فكانت فرصة طيبة له كي يقم ديوانه الشعري إلى مجموعة من كبار المفكرين و الصحافين و النقاد فقد كانت القاهرة وقتها في ذروة عطائها الثقافي و الصحافي و الإذاعي
فقدم ديوانه إلى توفيق الحكيم , كامل الشناوي و أنور المعداوي الذي كتب مقالاً نقدياً عن الديوان و قدمه إلى حسن الزيات صاحب مجلة ( الرسالة ) الذي غير عنوان الديوان قبل تقديمه للقراء
من ( طفولة نهد ) إلى ( طفولة نهر )
فقال نزار : " و بذلك أرضى ( حسن الزيات ) صديقه الناقد ( أنور المعداوي ) و أرضى قراء ارسالة المحافظين الذين تخيفهم كلمة النهد و تزلزل وقارهم , و لكنه ذبح اسم كتابي من الوريد للوريد "
و بهذا شهدت القاهرة ميلاد أحد أهم شعراء العصر الحديث المتفردين و بذلك أصبح أحد أبناء مصر و شاعراً من شعرائها , لكن حياته الوظيفية لم تكن مستقرة بسبب طبيعة عمله الدبلوماسي حيث انتقل إلى أكثر من عاصمة منها .. أنقرة , بيروت , لندن , مدريد , و بكين
قي نزار يمارس عمله الدبلوماسي 20 عاماً حيث استقال عام 1966 و اسس داراً للنشر في بيروت باسمه متفرغاً بذلك لشعره الذي ملأ الآفاق

تزوج نزار قباني من قريبة له تدعى ( زهراء أقبيق ) فولدت له توفيق و هدباء
و ذلك بعد انتسابه للسلك الدبلوماسي السوري , و خلال بداية انطلاقته الشعرية و إبحاره في عالم الشهرة , لم يكن لدى زهراء القدرة على احتمال رسائل المعجبات به و بشعره فكان هناك صدام بينهما انتهى بالطلاق


و في الخمسينيات ارتبط نزار بعلاقة حب عاصفة مع حفيدة رئيس الوزراء السوري ( فارس الخوري ) الكاتبة كوليت الخوري ابنة سهيل الخوري النائب الاسبق في المجلس النيابي السوري لكن لم تكلل هذ العلاقة بالاستمرار
فقد تزوجت كوليت من آخر و بعد انجابها لابنتها الوحيدة دونت كوليت خوري تفاصيل هذا الحب في روايتها ( أيام معه )



و في مرحلة الوحدة التي كان يعيشها نزار عقب وفاة زوجته الأولى السيدة زهراء ووفاة ابنه توفيق إثر عملية جراحية للقلب أجراها في لندن و زواج ابنته هدباء و انتقالها للعيش مع زوجها في إحدى دول الخليج

التقى بـ بلقيس التي عصفت بعقله و قلبه و عانى قليلاً إلى أن حصل على موافقة أهلها بالزواج منها فقد تقدم لخطبتها لأول مرة عام 1962 رفض أهلها بحجة أنه شاعر النساء و الغزل و يكبرها بالسن فلم يأمن أهلها عليها مع مثله , لكن نزار المفتون ببلقيس الهيفاء الفرعاء التي يكاد شعرها يلامس الأرض




بقي يلاحقها بإصرار حتى حظي بموافقة أهلها فتقدم لها في عام 1969 و تزوجا ليعيشا في بيروت حيث رزقا بطفلين / زينب و عمر / و عاشوا بحب لا يعكر صافٍ رائق
حتى كان عام 1981 حيث قتلت بلقيس في حادث انفجار السفارة العراقية في بيروت





هذا الشاعر الذي عبق شعره بالنساء تأثر بنكسة 1967 فانتقل شعره نقلة نوعية فتحول من شاعر النساء و الغزل إلى شاعر سياسي

فكانت قصيدته ( هواميش على دفتر النكسة ) التي أثارت عليه اليمين و اليسار معاً
فقد كانت نقداً ذاتياًجارحاً للتقصير العربي و كشف عن مواطن الوجع في جسد الأمة العربية
فكان أحد أهم من شن عليه هجوماً صارخاً هو اشاعر ( صالح جودت ) و نجح في مسعاه فـ صدر قراراً بمنع أغاني نزار و أشعاره في التلفزيون المصري , بل منع اسمه نهائياً كما صدر قراراً سرياً بمنع دخوله مصر فكانت هذه القرارات بمثابة كماً بالإعدام صدر بحقه

لكن نزار قباني لم يقف مكتوف اليدين أمام قرار إعدامه هذا , بل أرسل برسالة للرئيس
( جمال عبد الناصر ) قال فيها :
" سيادة الرئيس , في هذه الأيام التي أصبحت أعصابنا فيها رماداً و طوقتنا الأحزان من كل مكان , يكتب إليك شاعر عربي يتعرض اليوم من قبل السلطاتالرسمية في الجمهورية العربية المتحدة لنوع من الظلم لا مثيل له في تاريخ الظلم , و تفاصيل القصة إنني نشرت في أعقاب النكسة قصيدة عنوانها ( هوامش على دفتر النكسة ) أودعتها خلاصة ألم و تمزقي و كشفت فيها عن مناطق الوجع في جسد أمتي العربيةلاقتناعي بأن ما انتهينا إليه لا يعالج بالتواري و الهروب , و إنما بالمواجهة الكاملة لعيوبنا و سيئاتنا
و إذا كانت صرختي حادة و جارحة و أنا أعترف سلفاً بأنها كذلك , فـ لأن الصرخة تكون بحجم الطعنة و لأن النزيف بمساحة الجرح , و من منا يا سيادة الرئيس لم يصرخ بعد / 5 حزيران / ؟ من منا لم يخدش السماء بأظافره ؟ من منا لم يكره نفسه و ثيابه و ظله على الأرض ؟ إن قصيدتي كانت محاولة لتقييم أنفسنا كما نحن .......... "

أوصل هذه الرسالة المؤرخة بـ 30 تشرين الأول 1967 الكاتب ( أحمد بهاء الدين ) إلى الرئيس جمال عبد الناصر , لتعود أغاني و أشعار نزار تتردد في الإذاعة و التلفزيون المصري من جديد

و قبل أن يغادرنا نزار قباني في 30 نيسان 1998 إلى مثواه الأخير بدمشق حيث أوصى أن يدفن فيها بعشر سنوات دفعه الحنين إلى المنزل الذي ولد فيه و إلى شجرة الياسمين التي علمته حب الجمال فزار المنزل العائلي زيارته الأخيرة ليعود بعدها بعشر سنوات ليكون جزءاً من تراب دمشق التي أوصى أن يدفن فيها
فقد أوصى نزار : " أدفن في دمشق , الرحم التي علمتني الشعر و الإبداع و أهدتني أبجدية الياسمين "


وصل جثمان ابن دمشق البار مساء الثلاثاء 3 أيار 1998 فكانت دمشق بكل ناسها في استقباله
و بكته كل عيون سورية و عقدت مجالس العزاء في كل بيت سوري




لم تكن جنازة تلك التي عبرت شوارع دمشق بل قافة من محبي و عشاق نزار نثروا الفل و الياسمين في دربها حتى وصولها الجامع الأموي كي يصلى عليه الصلاة الأخيرة



تحياتـــــي
رومانسي بغداد
رومانسي بغداد
مشرف قسم الحدايق والحشاشة
مشرف قسم الحدايق والحشاشة

ذكر
عدد الرسائل : 137
الموقع : رومانسي بغداد قابل وين كاعد بالنجف
العمل/الترفيه : مشرف قسم الحدايق والتحشيش
المزاج : مزاج رومانسي
تاريخ التسجيل : 08/12/2008

http://www.shaka9a.mam9.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى